أطلق المركز الدولي للصحفيين ومشروع فيسبوك للصحافة سلسلة ويبينارات تدريبية باللغة العربية حول صحافة الفيديو والموبايل، وتقدم المدربة ميس قات من مركز تدريب روزنة ورشتين تدريبيتين من ضمن ورشاتٍ ستة مخصصة للبرنامج.
وتمتدّ هذه الورشات على ستة أسابيع، بدءاً من 12 نوفمبر/تشرين الثاني حتى كانون الأول/ديسمبر 2020، ومن المقرر أن يحصل المشاركون في جلسات الويبينارات المباشرة عبر تطبيق زووم على شهادة بصحافة الفيديو.
وتأتي هذه الويبينارات في إطار توسيع المركز الدولي للصحفيين لـبرنامج حلول وسائل التواصل الاجتماعي الذي يهدف إلى مساعدة الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصقل مهاراتهم في الصحافة الرقمية، طرق التحقق من المعلومات، أبرز أدوات السرد القصصي، الأمن الرقمي للصحفيين، طرق إشراك الجمهور وغيرها من المواضيع التي تسهم في تطوير العمل الصحفي.
الصحفيون المُشاركون بتلك الويبينارات سيتمكنون من تحديد أسس السرد القصصي المرئي، وتعلّم أدوات خاصة بتحرير الفيديو وأخرى متعلقة بالموبايل، ومعرفة المزيد حول أفضل الطرق لبث الفيديو المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الرقمية.
جدول بمواعيد وعناوين الجلسات التدريبية:
الويبينار الأول: استخدم الموبايل كصحفي فيديو محترف
في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، افتتحت الصحفية السورية ميس قات، الويبينار الأول الذي استمرّ لساعتين ضمن جلسات السلسلة التدريبية الجديدة للمركز الدولي للصحفيين والتي تتمحور حول صحافة الموبايل والفيديو.
حظيت الجلسة بحضور وتفاعل 418 مشاركاً من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد طرح الصحفيون والناشطون الكثير من الأسئلة على قات، كما كتبوا تعليقات، وزودتهم بأبرز النصائح والإرشادات.
المُدربة والصحفية بمركز روزنة للتطوير الإعلامي ميس قات استهلّت قات الجلسة التدريبية الأولى التي كان عنوانها “استخدم موبايلك.. استعمله كصحفي فيديو محترف منذ الآن”، بعرض مقدّمة عن صحافة الفيديو، تضمنت ملخصاً حول بداية إنطلاق هذا النوع من الصحافة.
وتطرقت قات الى محورين أساسيين هما: أشكال محتوى الفيديو التي يمكن إنتاجها على شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وأهم العناصر لإنتاج محتوى بصري عالي الجودة.
ولفتت قات إلى أنّ “تطوّر صحافة الفيديو وزيادة استخدام كاميرات الموبايل في تصوير التقارير الصحفية خلال السنوات الأخيرة، يعكس أهمية اكتساب الصحفيين اليوم مهارات جديدة تتعدى المهارات التقليدية مثل الكتابة وإجراء المقابلات”.
وتحدثت عن “التغير الهائل الذي حدث في مؤسسات إعلامية عالمية”، مشجعةً المشاركين في الويبينار على تطوير مهارتهم لمواكبة هذه التغيرات والاستمرار بإنتاج أعمال صحفية مميزة.
وفي هذا السياق، تطرّقت الصحفية قات أيضاً إلى التغير بسلوك الجمهور وبطريقة تلقي الأخبار، مؤكدة أهمية معرفة الصحفيين بهذه التغيرات حتى يتمكنوا من العمل بطريقة تتناسب معها، فالمتابع الذي يشاهد الأخبار عبر الموبايل يختلف عن الشخص الذي يقرأ الأخبار بالجريدة، “وبالتالي فهذا الأمر يؤثر على طريقة صناعة المحتوى”.
وبحسب قات فإنّ “70 في المئة من الجمهور لا يقرؤون النصوص والمقالات والتقارير كلمة بكلمة، إنما يمسحون النص بشكل عام، ولهذا يتعيّن على الصحفيين استخدام عدد قليل من الكلمات وبشكل واضح، إضافةً إلى وضع عناوين فرعية”.
وخلال الويبينار، عرضت قات القوالب المختلفة للمحتوى البصري ومنها البث المباشر والفيديو الصامت والإنفو فيديو وفيديو 360 درجة والفيديو الطولي والستوري فيديو الذي يتم استخدامه على شبكات التواصل الاجتماعي، ثمّ قدّمت نماذج لهذه الأنواع المختلفة من التقارير، مؤكدة أن استخدام موبايل حديث يحتوي تقنيات عالية ليس ضرورياً لإعداد تقارير جيدة بواسطة الموبايل.
وفي المحور الثاني، أوضحت قات العناصر الأساسية للقصة المصورة ومنها الموضوع والفكرة وأعطت نصائح حول اختيار الفكرة، موصيةً بالتأني في الاختيار والقيام ببحث ورسم صورة جيدة حول القصة قبل الشروع في التصوير.
وفي معرض حديثها عن أهمية التأثير العاطفي للقصة، شددت قات على أهمية أن تكون البداية قوية وتتضمن أكثر اللقطات تأثيراً، قائلةً: “إنّ اللحظات الأولى هي التي تجعل المتابع يقرر إذا كان سيتابع مشاهدة الفيديو”.
أمّا العنصر الثالث والمهم في صحافة الفيديو فهو الصوت، وهنا نصحت قات بالاحتفاظ بالأصوات المحيطة واستخدام صوت المعلق فقط عندما يكون ذلك “ضرورياً ومفيداً”، مشيرةً إلى “أهمية أن يكون بطل القصة المصورة إنساناً أو مجموعة من الأشخاص”.
وبعد الحديث عن أهمية الصوت وكيفية تسجيله وتضمينه في الفيديو، شددت قات على أهمية عنصر الجاذبية البصرية والتسلسل البصري.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجلسات التدريبية تقام عن بُعد، وهي امتداد لتدريب الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن برنامج “حلول منصات التواصل الاجتماعي” والذي تم إطلاقه بالشراكة مع مشروع فيسبوك للصحافة وبالتعاون مع المنتدى العالمي للأزمات الصحية من قبل المركز الدولي للصحفيين (ICFJ) وشبكة الصحفيين الدوليين التابعة له (IJNET).