في تحقيقات “وثائق بنما”، عملت روزنة على القصة المرتبطة برامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، وقصص استقصائية مهمة حول أشخاص وشركات يساعدون قوات النظام الجوية، بمدها بالوقود ومواد أخرى تساعدها على القصف. وذلك إلى جانب الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) وعشرات المؤسسات الصحفية العالمية.
وقال “ويل فيتزغيبن”، الصحفي لدى (ICIJ)، في مقابلة خاصة مع راديو روزنة، إن “روزنة عملت مع ICIJ لتكشف تأثير قصف القوى السورية الجوية على المناطق المختلفة في سوريا، وماخلفه من دمار بشري وحجري، ولتسلط الضوء على الشركات المستقلة وتواصلها القانوني مع شركات عالمية لتهريب أموالها وتخبئتها في أماكن ما وراء البحار”.
وأعلنت جامعة كولومبيا، في شهر نيسان الماضي، أن تحقيقات وثائق بنما، فازت بجائزة “بوليتزر” للتحقيقات الاستقصائية والتي تعتبر من الجوائز الشرفية البارزة، كما حصلت “وثائق بنما” العام الماضي على جائزة الصحافة المالية من جامعة “لونغ آيلاند”.
ورأى الصحفي فيتزغيبن، أن الجوائز التي ربحتها وثائق بنما سببها هو “التحقيق الاستقصائي الأكبر المنجز حتى الآن، ليس فقط كحجم وإنما بالتأثير العام من حيث النتائج التي لمسناها واستقالة السياسيين، كما أن عدد التحقيقات الذي فاق الـ100 في وثائق بنما كان مقياساً كافياً لمانحي الجوائز لملاحظة حجم العمل الاستقصائي وتأثيره على الصعيد العالمي”.
وحول تأثير تحقيقات “وثائق بنما”، قال فيتزغيبن: “نلمس هذا التأثير على عدة مستويات، من خلال استقالة بعض رؤساء وزراء في أيسلندا واسبانيا بعد هذه الوثائق، كما شاهدنا في دول أخرى مثل كندا وأستراليا وفرنسا وبنما وأرغواي اعتقال العديد من دافعي الضرائب المستقلين بعد تعرضهم للتحقيق والمساءلة بسبب الكشف عن جرائمهم في وثائق بنما ولا تزال عدة تحقيقات تجري حتى الآن”.
وبدأ فريق إعداد التقارير في “وثائق بنما” العمل منذ أوائل عام 2015، حيث عملت مجموعة الصحفيين على ملايين من رسائل البريد الإلكتروني السرية ووثائق الشركات المكتوبة باللغات الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والروسية والصينية والعربية، واستخدمت تقارير ووثائق من ست قارات.
وشاركت روزنة كوسيلة إعلامية سورية وحيدة في إنجاز تحقيقات بنما، إلى جانب أكثر من 100 شريك ووسيلة إعلام أخرى حول العالم، لجمع وملاحقة وثائق مسربة تكشف ملفات فساد كبيرة لسياسيين وقادة دول، من بينهم رئيس النظام السوري بشار الأسد وأفراد من عائلته.
